Monday, October 12, 2009

......أن تقتات على الحزن


المسألة ليست أنني أكره الفرحة ..أو لا أعرف كيف أفرح ...المسألة باختصار أنني اعتدت على الحزن ..تكيفت معه ..الموضوع ليس أنني أهوى الكابة والنكد لا سمح الله أو أنني أرفس نعمة السعادة برجلي  .... أنا فقط تصالحت مع الحزن ...ذلك الشعور النبيل الطاهر الذي عشت معه ..فأنسته..لازمته فأصبح زادا لي ..أقتات عليه ..أو أتنفسه مع الهواء ..ولم أقدر أن أجد غيره رفيقا .......كثيرا ما أبحث عن لحظات السعادة في حياتي ..أفتش عنها في جنبات ذكرياتي ..أغوص في تلك السنين البعيدة على أمل الظفر بلمحة خاطفة منها ..كان هذا في باديء الأمر يصيبني بالضيق ...لماذا لا أفرح ؟؟هل كتب علي الشقاء ؟؟هل سيأتي يوم و أذوق فيه رحيق السعادة ؟؟و هل سيعجبني ؟؟..ثم ما لبث هذا الشعور أن يتحول الى تعجب من حالتي الشاذة ...حتى معها ...لم أكن قادرا على أن أكون فرحا ..ليس لعيب فيها ..أو لشيء أردته فلم أجده ....و لكن ربما هو ادماني للحزن هو ما جعلني أهرب من أي طريق قد يفضي بي لشعور غيره ...أين سأجد لذة الدموع الساخنة في ليلة أقضيها وحيدا في ظلام الغرفة ....أحن لمن غادروني وحيدا ...أشتاق لعينيك السوداوين و النيل يجري منتعشا أمامهما عله يرى انعكاسه فيهما ....أبحث عن أحلام حلمتها بين صفحات الكتب و وأدتها يد الواقع المرير.   ....
اعتدت أيضا أن احب الماتم و الجنازات عن حبي للأفراح ..أشعر ان الحزن أصدق ...في الأفراح قد يكون الناس سعداء لأنهم يجب أن يكونوا كذلك ...نوع من القيد الاجتماعي الذي يحتم عليهم الأبتسام و التظاهر بالفرحة ...لكن الحزن أعمق من ذلك ...الحزن قد لا يكون بسيطا يظهر بابتسامة كأخيه اللدود ..و لكنه يقبع في قلبك ..و يعتصرك ألما ..على حبيب راح دون وداع ...و هو في نبله لا يولد الا كبيرا ..شامخا ثم تبتعد أنت عنه حتى تتضاءل صورته في عينيك ...فتحسب أنه اختفى .
و لكني ...لم أبتعد عنه الاطلاق ..رغم أني حاولت في باديء الزمان ..و لكنه أبى ألا يفارقني ...فصرنا روحا واحدة ..و تمازج تكويننا فأصبحت لا أرى نفسي بدونه ....و أذا غاب عني ..أصبحت حقا .......أشتاق اليه.... .......


1 comments:

Epitaph1987 said...

One day..you'll take off the cloack of sadness... and you'll know that the world has other colours we never knew off!

Believe me on that...!

However.. you too try to be a "joy-magnet"

:))