Friday, November 20, 2009

حرب جزائرية مصرية مؤسفة- رأي جريدة القدس العربي




تتدهور العلاقات المصرية ـ الجزائرية بشكل متسارع على ارضية المواجهة الكروية بين البلدين التي انتهت بفوز الجزائر بتمثيل العرب في تصفيات كأس العالم في جنوب افريقيا الصيف المقبل.
الحكومة المصرية استدعت يوم امس السفير المصري في الجزائر للتشاور احتجاجا على اعتداءات ومضايقات، تعرض لها ابناء الجالية المصرية في الجزائر والمشجعون المصريون في الخرطوم اثناء حضورهم المباراة الحاسمة.
لا يجادل احد في ان ابناء الجالية المصرية في الجزائر تعرضوا لمضايقات مؤسفة في الايام القليلة التي سبقت اقامة المباراة الاولى في القاهرة، تصاعدت مع وصول انباء كاذبة وملفقة حول وقوع قتلى جزائريين في اشتباكات وقعت على الاراضي المصرية، وهي احداث مؤسفة بكل المقاييس، وتتحمل الحكومة الجزائرية مسؤولية كبرى في هذا الصدد، لانها لم تقم بواجبها في حماية الاشقاء المصريين ومصالحهم ومكاتب شركاتهم على اراضيها، مثلما تتحمل نظيرتها المصرية مسؤولية عدم توفير الحماية للحافلة التي كانت تقل الفريق الجزائري بعد وصوله الى مطار القاهرة وتوجهه الى مقر اقامته، وبما يمنع تحطيم احدى نوافذه، واصابة ثلاثة من اللاعبين.
عمليات التجييش الاعلامي المؤسفة التي انزلقت اليها الصحف ومحطات التلفزة في البلدين لعبت دورا كبيرا في التحريض وتأجيج مشاعر الكراهية والعداء بين شعبين شقيقين، بينهما الكثير من اواصر الاخوة والمحبة والدم، فجاءت النتائج كارثية بكل المقاييس.
كنا نتمنى لو ان الحكومة المصرية لجأت الى التحلي بالعقل والحكمة، وابتعدت عن سياسات رد الفعل، وعملت على التهدئة وطي صفحة الخلاف الكروي بين البلدين باسرع وقت ممكن، بعد انتهاء المباراة الاخيرة في ام درمان، ولكنها للاسف انساقت خلف عمليات التحريض الاعلامي، وركبت الموجة، واقدمت على استدعاء السفير المصري في الجزائر مطلقة الرصاصة الاولى في حرب دبلوماسية قد تتطور الى ما هو أسوأ.
نحن امام 'فتنة' يتصاعد لهبها دون اي داع، وبسبب قضية هامشية، لان انفعالات رجل الشارع انتقلت الى اهل الحكم في البلدين، فتصرفوا بطريقة تفتقر الى المسؤولية والتبصر المتوقع من اناس مثلهم يجلسون على سدة القرار.
الحكومتان، الجزائرية والمصرية، أرادتا اذكاء نار هذه الفتنة للتغطية على نواحي القصور الكثيرة في ادائهما، واضطهاد شعبي البلدين، حتى بعد حسم المنافسة رياضيا بأقل قدر ممكن من الاضرار.
الشعبان المصري والجزائري يعانيان من الدكتاتورية ومصادرة الحريات، واستفحال الفساد والمحسوبية والبطالة، وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية. وبدلا من ان يوجها غضبهما الى الحكومات الفاشلة التي اوصلتهما الى هذا الدرك الاسفل، نراهما يتقاتلان بطريقة مؤسفة، ويتبادلان الكراهية، وبما يبرئ الحكومتين والمسؤولين فيهما.
نعترف باننا نشعر بالحزن وخيبة الامل لان زملاء لنا من الاعلاميين واجهزتهم المقروءة والمرئية فشلوا في الاختبار المهني والاخلاقي، وتحولوا الى ادوات تحريض منفلتة العقال، وساهموا في احداث جبال من الكراهية بين شعبين شقيقين بسبب تقديمهم الاثارة الصحافية ليس فقط على الاعتبارات الوطنية والمصلحية، وانما على الاعتبارات المهنية ايضا.
لا نعرف كيف ستتطور هذه الازمة واين ستتوقف، ولكن ما نعرفه ان الضرر الذي وقع بين بلدين شقيقين بينهما الكثير من الارث النضالي والاخوي المشترك، اكبر بكثير من كل التوقعات، وربما سيكون من الصعب منعه او تقليصه بسهولة، خاصة في ظل الاعمال الانتقامية المتبادلة.
انها حال الانهيار العربي المؤسفة التي باتت بلا قاع، وتستغلها الانظمة الدكتاتورية الفاسدة من اجل تبرير بقائها في الحكم لاطول فترة ممكنة، من خلال اصطياد حوادث صغيرة وتضخيمها لاشغال الجماهير وتحويل انظارها عن العلل الحقيقية، وهي هذه الانظمة.

Wednesday, November 18, 2009

...ويزداد شعوري بالغربة





ما كل هذا العبث ؟؟؟؟؟...
لم أعد قدراً على إستيعاب ما يحدث الأن ...أذكر كى أي انسان متابع للرياضة بصفة عامة عندما انطلقت التصفيات ...لم تكن أشد الخيالات جموحاً قد تصل إلى ما نحن فيه الأن ...ونحن هذه عائدة علينا كى مصريين وعلى الجزائرين أيضاً ...مباراه في كرة القدم ...كرة ..تتأرجح بين الأرجل بين ٢٢ رجل مع احترامي الشديد لهم فإنه لا تأثير  جدي يذكر لهم على أي شيء له قيمة في حياة الشعوب ..غير فرحةً لحظية هرباً من حياة قاسية ...أو غم وهم على تنافس لا ناقة لنا فيه ولا جمل .....!!!

هذه المباراه الأن قد أصبحت الشغل الشاغل في البلدين الأن...لا بل فالعالم العربي من المحيط للخليج ...وكأنها حرب !!!!!!!!!!ليس ذلك فحسب ولكن فإن حتى حكومتي الدولتين والإعلام الحكومي والخاص يؤجج هذه الحرب ويزيد هذه النار إشتعالاً .....وهم على علم تم بأن شعوبهم العاجزة الخانعة ...التي لا تقدر على تغيير أي واقع مرير تعيش على ارضها وتساق صاغرةً دون أعتراض  ....شعود تكافح من أجل كسرة خبز ومكان في المواصلات العامة بل ومن أجل نسمةً من الهواء الخلي من التلوث .....أصبح كل همها الأن من يفوز في مباراه كل ما ستؤدي إليه لعب ٣ مباريات أخرى و ربما الهزيمة فيها وجر أذيال الخيبة حتى تعود إلى وطنها مرة أخرى ....شعود ارتضت أن تعيش على هامش التاريخ وارضها تسلب منها واخوانها يذبحون ويستباحون ......شعوب ارتضت أن ترمي حتى لغتها و تتحدث بغيرها..شعوب ارتضت أن تضع يدها في يد قتلت الأطفال والسفاحين اللذين يطلق على أنفسهم عبثاً إسم دولة..........شعوب ارتضت أن تورث مثل البهائم والتحف وتقف مكتوفة الأيدي .......شعوب ارتضت بكل ذلك ...ولكنها تأبى الهزيمة في مباراة كرة ....
لم تعد هذه بلادنا ...لم تعد هذه شعوبنا ....بريق الأمل  الذي ومض في سمائنا في الستينات ....رجال عظام بنوا حضارتنا في القرون الغابرة ...دين كرمنا الله به وارتقى نوره فسطع من مشارق الأرض ومغاربها...اشتقت لذلك وظننته على الأقل حلم وإن كان عصياً على التحقيق ولكن...........حتى الحلم يحتاج لزمانٍ ومكان .....ونحن قد خرجنا من الزمان بارادتنا.....ودنسنا كل الأماكن بالخطايا والحماقات .....


هَذِي بـِلادٌ .. لمْ تـَعُـــدْ كـَبـِلاد
صدق فاروق جويدة.....