Sunday, December 13, 2009

porn star بين الممثلة العربية وال


ما هو الفرق بين الممثلات العربيات اللاتي يقمن بالمشاهد الساخنة في السينما العربية وبين ممثلات الأفلام الإباحية -ال Porn Stars - ؟؟؟؟ سؤال تردد في ذهني على هامش الجدل الذي بين صناع السينما في بلادنا وبين المتدينين أو دعاة الأخلاق والفضيلة !!....فمنذ دخل فن السينما بالذات إلى بلادنا في أوائل القرن العشرين والجدل لا ينتهي حول ما يجب أن يعرض على الشاشة وما لا يصح أن يعرض ...والحقيقة أني لا أريد أن أخوض في مواضيع قتلت بحثاً مئات المرات ...ولكن ...السؤال الذي الح علي فعلاً في الفترة الماضية هو ما بدأت به كلامي .....ما هو الفارق-أو دعنا نقول أوجه التشابه- بين الممثلات العربيات "الجريئات" و بين الporn stars ؟؟؟


في نظر الكثيرين فأن الممثلة العربية اللتي ترضى إن تعاشر معاشرة الأزواج إلا قليلاً أمام عدسة الكاميرا وترضى أن يراها الملايين في أوضاع يخجل الرجال قبل النساء في مجتمعاتنا منها -في نظرهم فإنها فاجره لا أخلاق و لا دين لها فلا شيء -فن أو غيره- يصلح إن يكون مبرراً للمرأة في أن تظهر بمثل هذه الطريقة أمام المشاهدين ...بغض النظر عن كون ذلك من المشاهد الهادفة أو لمجرد إثارة الغرائز وزيادة المكسب المادي من العمل الفني
.
فلننظر إذاً للثقافه الغربية ،في هذه المجتمعات فإن التعامل بين الرجل والمرأة يكون أكثر تسامحا بكثير من مجتمعاتنا العربية ...فبغض النظر عن علاقات الصداقة والعلاقات العاطفية التي لا تحظى بأي نوع من أنواع الإدانة في هذه المجتمعات -على عكس ما يحدث في قطاعات عريضة من مجتمعاتنا العربية - فإن الإحتكاك الجسدي بين الرجل والمرأة فالظروف العادية -ولا أقصد بذلك الممارسة الجنسية مثلا- ولكن أي إحتكاك جسدي حتى وإن كان بالمصافحة لا يحمل في طياته أمام الاخرين ما يجعله مستحقاً للامتعاض أو الشجب ...لذلك فممثلات السينما الغربية -أو معظمهم - لا يحظين بنفس نظرة الإزدراء اللتي يحظى بها ممثلاتنا ...وحتى وإن دأبت احداهن على أداء نوعية معينة من الأدوار كمارلين مونرو مثلاً ...في إن ذلك يجعلها رمزاً للجنس بالفعل في نظر العامة..وهي نظرة تشبه إلى حد كبير النظرة للمرأة الجميلة...أو لنقل انها نظره إعجاب بقوام المرأة بغض النظر عن شكلها. 




فماذا عن نظرة هذه المجتمعات للporn star ...هي في نظرهم مجرد عاهرة ...تبيع جسدها -مع الفارق أن هذه التجارة تحدث أمام الناس مشاعاً- ..ولكنها في نظرهم فى النهاية لا تحترم على الإطلاق ..فهي و إن تفعل ما تفعله أي إمرأة في مجتمعه من تحرر جنسي دون قيد فإنها  تعرض ذلك  دون حياء ..و هذا هو بالضبط الطريقة التي ينظر بها المواطن الشرقي للممثلة التي توافق على أداء نوعية معينة من المشاهد في أفلام المفترض أنها بعيدة كل البعد عن الإباحية بل وأزعم أن نظرة المواطن العادي لها وإن أعجبته لا تختلف كثيراً عن النظرة اللتي ينظر بها أبناء مجتمعنا لممثلاتنا العرايا.فالمسألة أنها تعرض أمام الناس ما يجب أن يظل مستترا على إختلاف درجة السماحية في كل مجتمع.فالعيب ليس في فهم أو تقدير أبناء مجتمع ما للفن ..ولكنه إختلاف حول ماهية أن يعرض بالفعل وما يمنع.
 



Wednesday, December 09, 2009

الصابون يقتل


                                                   
 
الصابون يقتل فرقة لبنانية للموسيقى الإلكترونية.... بغض النظر عن عدم اعجابي
 لموسيقاهم بالدرجة التي تجعلني متابعاً لهم و لكن أعجبني بوستر أحد ألبوماتهم جداً ....."شفتك"....والذي تم تصميمه على طريقة أفيشات ال  Film Noirs 
   

                                                              

Friday, November 20, 2009

حرب جزائرية مصرية مؤسفة- رأي جريدة القدس العربي




تتدهور العلاقات المصرية ـ الجزائرية بشكل متسارع على ارضية المواجهة الكروية بين البلدين التي انتهت بفوز الجزائر بتمثيل العرب في تصفيات كأس العالم في جنوب افريقيا الصيف المقبل.
الحكومة المصرية استدعت يوم امس السفير المصري في الجزائر للتشاور احتجاجا على اعتداءات ومضايقات، تعرض لها ابناء الجالية المصرية في الجزائر والمشجعون المصريون في الخرطوم اثناء حضورهم المباراة الحاسمة.
لا يجادل احد في ان ابناء الجالية المصرية في الجزائر تعرضوا لمضايقات مؤسفة في الايام القليلة التي سبقت اقامة المباراة الاولى في القاهرة، تصاعدت مع وصول انباء كاذبة وملفقة حول وقوع قتلى جزائريين في اشتباكات وقعت على الاراضي المصرية، وهي احداث مؤسفة بكل المقاييس، وتتحمل الحكومة الجزائرية مسؤولية كبرى في هذا الصدد، لانها لم تقم بواجبها في حماية الاشقاء المصريين ومصالحهم ومكاتب شركاتهم على اراضيها، مثلما تتحمل نظيرتها المصرية مسؤولية عدم توفير الحماية للحافلة التي كانت تقل الفريق الجزائري بعد وصوله الى مطار القاهرة وتوجهه الى مقر اقامته، وبما يمنع تحطيم احدى نوافذه، واصابة ثلاثة من اللاعبين.
عمليات التجييش الاعلامي المؤسفة التي انزلقت اليها الصحف ومحطات التلفزة في البلدين لعبت دورا كبيرا في التحريض وتأجيج مشاعر الكراهية والعداء بين شعبين شقيقين، بينهما الكثير من اواصر الاخوة والمحبة والدم، فجاءت النتائج كارثية بكل المقاييس.
كنا نتمنى لو ان الحكومة المصرية لجأت الى التحلي بالعقل والحكمة، وابتعدت عن سياسات رد الفعل، وعملت على التهدئة وطي صفحة الخلاف الكروي بين البلدين باسرع وقت ممكن، بعد انتهاء المباراة الاخيرة في ام درمان، ولكنها للاسف انساقت خلف عمليات التحريض الاعلامي، وركبت الموجة، واقدمت على استدعاء السفير المصري في الجزائر مطلقة الرصاصة الاولى في حرب دبلوماسية قد تتطور الى ما هو أسوأ.
نحن امام 'فتنة' يتصاعد لهبها دون اي داع، وبسبب قضية هامشية، لان انفعالات رجل الشارع انتقلت الى اهل الحكم في البلدين، فتصرفوا بطريقة تفتقر الى المسؤولية والتبصر المتوقع من اناس مثلهم يجلسون على سدة القرار.
الحكومتان، الجزائرية والمصرية، أرادتا اذكاء نار هذه الفتنة للتغطية على نواحي القصور الكثيرة في ادائهما، واضطهاد شعبي البلدين، حتى بعد حسم المنافسة رياضيا بأقل قدر ممكن من الاضرار.
الشعبان المصري والجزائري يعانيان من الدكتاتورية ومصادرة الحريات، واستفحال الفساد والمحسوبية والبطالة، وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية. وبدلا من ان يوجها غضبهما الى الحكومات الفاشلة التي اوصلتهما الى هذا الدرك الاسفل، نراهما يتقاتلان بطريقة مؤسفة، ويتبادلان الكراهية، وبما يبرئ الحكومتين والمسؤولين فيهما.
نعترف باننا نشعر بالحزن وخيبة الامل لان زملاء لنا من الاعلاميين واجهزتهم المقروءة والمرئية فشلوا في الاختبار المهني والاخلاقي، وتحولوا الى ادوات تحريض منفلتة العقال، وساهموا في احداث جبال من الكراهية بين شعبين شقيقين بسبب تقديمهم الاثارة الصحافية ليس فقط على الاعتبارات الوطنية والمصلحية، وانما على الاعتبارات المهنية ايضا.
لا نعرف كيف ستتطور هذه الازمة واين ستتوقف، ولكن ما نعرفه ان الضرر الذي وقع بين بلدين شقيقين بينهما الكثير من الارث النضالي والاخوي المشترك، اكبر بكثير من كل التوقعات، وربما سيكون من الصعب منعه او تقليصه بسهولة، خاصة في ظل الاعمال الانتقامية المتبادلة.
انها حال الانهيار العربي المؤسفة التي باتت بلا قاع، وتستغلها الانظمة الدكتاتورية الفاسدة من اجل تبرير بقائها في الحكم لاطول فترة ممكنة، من خلال اصطياد حوادث صغيرة وتضخيمها لاشغال الجماهير وتحويل انظارها عن العلل الحقيقية، وهي هذه الانظمة.

Wednesday, November 18, 2009

...ويزداد شعوري بالغربة





ما كل هذا العبث ؟؟؟؟؟...
لم أعد قدراً على إستيعاب ما يحدث الأن ...أذكر كى أي انسان متابع للرياضة بصفة عامة عندما انطلقت التصفيات ...لم تكن أشد الخيالات جموحاً قد تصل إلى ما نحن فيه الأن ...ونحن هذه عائدة علينا كى مصريين وعلى الجزائرين أيضاً ...مباراه في كرة القدم ...كرة ..تتأرجح بين الأرجل بين ٢٢ رجل مع احترامي الشديد لهم فإنه لا تأثير  جدي يذكر لهم على أي شيء له قيمة في حياة الشعوب ..غير فرحةً لحظية هرباً من حياة قاسية ...أو غم وهم على تنافس لا ناقة لنا فيه ولا جمل .....!!!

هذه المباراه الأن قد أصبحت الشغل الشاغل في البلدين الأن...لا بل فالعالم العربي من المحيط للخليج ...وكأنها حرب !!!!!!!!!!ليس ذلك فحسب ولكن فإن حتى حكومتي الدولتين والإعلام الحكومي والخاص يؤجج هذه الحرب ويزيد هذه النار إشتعالاً .....وهم على علم تم بأن شعوبهم العاجزة الخانعة ...التي لا تقدر على تغيير أي واقع مرير تعيش على ارضها وتساق صاغرةً دون أعتراض  ....شعود تكافح من أجل كسرة خبز ومكان في المواصلات العامة بل ومن أجل نسمةً من الهواء الخلي من التلوث .....أصبح كل همها الأن من يفوز في مباراه كل ما ستؤدي إليه لعب ٣ مباريات أخرى و ربما الهزيمة فيها وجر أذيال الخيبة حتى تعود إلى وطنها مرة أخرى ....شعود ارتضت أن تعيش على هامش التاريخ وارضها تسلب منها واخوانها يذبحون ويستباحون ......شعوب ارتضت أن ترمي حتى لغتها و تتحدث بغيرها..شعوب ارتضت أن تضع يدها في يد قتلت الأطفال والسفاحين اللذين يطلق على أنفسهم عبثاً إسم دولة..........شعوب ارتضت أن تورث مثل البهائم والتحف وتقف مكتوفة الأيدي .......شعوب ارتضت بكل ذلك ...ولكنها تأبى الهزيمة في مباراة كرة ....
لم تعد هذه بلادنا ...لم تعد هذه شعوبنا ....بريق الأمل  الذي ومض في سمائنا في الستينات ....رجال عظام بنوا حضارتنا في القرون الغابرة ...دين كرمنا الله به وارتقى نوره فسطع من مشارق الأرض ومغاربها...اشتقت لذلك وظننته على الأقل حلم وإن كان عصياً على التحقيق ولكن...........حتى الحلم يحتاج لزمانٍ ومكان .....ونحن قد خرجنا من الزمان بارادتنا.....ودنسنا كل الأماكن بالخطايا والحماقات .....


هَذِي بـِلادٌ .. لمْ تـَعُـــدْ كـَبـِلاد
صدق فاروق جويدة.....








Tuesday, October 27, 2009

محمد منصور وزير النقل يقدم استقالته ومبارك يقبلها

سؤال يطرح نفسه ...لماذا قبل الرئيس مبارك استقلت محمد منصور وزير النقل على خلفية حادث العياط...ورفض إستقالة فاروق حسني منذ بضعة اعوام على خلفية الحريق الذي شب في قصر ثقافة بني سويف واسفر عن موت العشرات حرقاً ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟أفيدونا أفادكم الله !!!!!!!!!!




وزير النقل يقدم استقالته ومبارك يقبلها

Thursday, October 15, 2009

شفته من بعيد : )




*Captured from "Shefto mn be3eed" a clip by "Jean Marie Riachi"-a Lebanese composer

Wednesday, October 14, 2009

الجميلاتُ هُنَّ الجميلاتُ





الجميلاتُ هُنَّ الجميلاتُ
(نقش الكمنجات في الخاصرة)

الجميلاتُ هُنَّ الضعيفاتُ
(عرشٌ طفيفٌ بلا ذاكرة)

الجميلات هنَّ القوياتُ
(يأسٌ يضئ ولا يحترق)

الجميلات هنَّ الأميراتُ
(ربَّاتُ وَحْيٍ قَلِق)

الجميلات هنَّ القريباتُ
(جارات قوس قزح)

الجميلات هنَّ البعيدات
(مثل أغاني الفرح)

الجميلات هنَّ الفقيراتُ
(كالورد في ساحة المعركة)

الجميلات هنَّ الوحيدات
(مثل الوصيفات في حضرة الملكة)

الجميلات هنَّ الطويلات
(خالات نخل السماء)

الجميلات هنَّ القصيرات
(يُشْرَبْنَ في كأس ماء)

الجميلات هنَّ الكبيرات
(مانجو مُقَشَّرَةٌ ونبيذٌ مُعتق)

الجميلات هنَّ الصغيرات
(وعدُ غدٍ وبراعمُ زنبق)

الجميلات، كل الجميلات، أنتِ
إذا ما اجْتَمَعْنَ ليخْتَرْنَ لي أنبل القاتلات!

_____

محمود درويش



Eitaphشكر خاص ل 

Monday, October 12, 2009

......أن تقتات على الحزن


المسألة ليست أنني أكره الفرحة ..أو لا أعرف كيف أفرح ...المسألة باختصار أنني اعتدت على الحزن ..تكيفت معه ..الموضوع ليس أنني أهوى الكابة والنكد لا سمح الله أو أنني أرفس نعمة السعادة برجلي  .... أنا فقط تصالحت مع الحزن ...ذلك الشعور النبيل الطاهر الذي عشت معه ..فأنسته..لازمته فأصبح زادا لي ..أقتات عليه ..أو أتنفسه مع الهواء ..ولم أقدر أن أجد غيره رفيقا .......كثيرا ما أبحث عن لحظات السعادة في حياتي ..أفتش عنها في جنبات ذكرياتي ..أغوص في تلك السنين البعيدة على أمل الظفر بلمحة خاطفة منها ..كان هذا في باديء الأمر يصيبني بالضيق ...لماذا لا أفرح ؟؟هل كتب علي الشقاء ؟؟هل سيأتي يوم و أذوق فيه رحيق السعادة ؟؟و هل سيعجبني ؟؟..ثم ما لبث هذا الشعور أن يتحول الى تعجب من حالتي الشاذة ...حتى معها ...لم أكن قادرا على أن أكون فرحا ..ليس لعيب فيها ..أو لشيء أردته فلم أجده ....و لكن ربما هو ادماني للحزن هو ما جعلني أهرب من أي طريق قد يفضي بي لشعور غيره ...أين سأجد لذة الدموع الساخنة في ليلة أقضيها وحيدا في ظلام الغرفة ....أحن لمن غادروني وحيدا ...أشتاق لعينيك السوداوين و النيل يجري منتعشا أمامهما عله يرى انعكاسه فيهما ....أبحث عن أحلام حلمتها بين صفحات الكتب و وأدتها يد الواقع المرير.   ....
اعتدت أيضا أن احب الماتم و الجنازات عن حبي للأفراح ..أشعر ان الحزن أصدق ...في الأفراح قد يكون الناس سعداء لأنهم يجب أن يكونوا كذلك ...نوع من القيد الاجتماعي الذي يحتم عليهم الأبتسام و التظاهر بالفرحة ...لكن الحزن أعمق من ذلك ...الحزن قد لا يكون بسيطا يظهر بابتسامة كأخيه اللدود ..و لكنه يقبع في قلبك ..و يعتصرك ألما ..على حبيب راح دون وداع ...و هو في نبله لا يولد الا كبيرا ..شامخا ثم تبتعد أنت عنه حتى تتضاءل صورته في عينيك ...فتحسب أنه اختفى .
و لكني ...لم أبتعد عنه الاطلاق ..رغم أني حاولت في باديء الزمان ..و لكنه أبى ألا يفارقني ...فصرنا روحا واحدة ..و تمازج تكويننا فأصبحت لا أرى نفسي بدونه ....و أذا غاب عني ..أصبحت حقا .......أشتاق اليه.... .......


Sunday, October 04, 2009

انكسار الروح



على الأقل كنت أمتلك الحروف ...شذرات النجوم الغريبة التي رأيتها في عينيك ذات مرة فأضاءت روحي.كنت أحاول أن أفجر من خلال السطور ضوءا فيه نفس هذا الألق.بدأت أحفر على الورق كل دروبي بحثا عنك .كل ضياعي و توهاني .ذهني كان محتشدا بكل الكلمات .كلمات تشبهك و لكنها ليست أنت .كنت أريد كلمات تخصك لا أن تشبهك فقط.كنت أبحث عن ثقب ما في عقلي الخفي .مكمن ذكرياتي .حزن افتقادك .تعثر بحثي .احساسي بلمسة .رؤيتي لمعجزة .ظفري بابتسامة .بعثي بقبلة .كلمات هي أنت ...هي السحب التي تهبط طائعة اليك ،والعصافير التي تقف على كتفك .والقطط التي تنام امنة بين ذراعيك و الشجرة التي حفر عليها اسمك ، أواصل الكتابة و أنا لا أكف عن استحضارك ...استحضرك كما أنت و كما ستكونين حين ألقاك .أنبش عن كلماتك في روحي .فأنزف قليلا و أذكر كثيرا .وأحس أن الكلمات لم تكتسب قدرها الكافي من الحياة ،فأعاود النيش و النزيف فتنهضين أمامي.من لحظات الغياب و من تفاصيل غرفتي التي رأيتها ذات يوم و وضعت زهرة من الورق في ظرف قنبلة الدخان .تنهضين مع برودة الفجر و تدخلين في دمي جوعا و سلاما .فأسمع عصافير لم أسمعها من قبل .وأشم عبير كل الأشجار التي قبلتك تحتها ،و تتشكل الكلمات كما لو أنها ملامحك.وأكتب القصيدة لعلها تحررني قليلا من سطوتك داخلي.

من رواية (انكسار الروح)- محمد المنسي قنديل



Wednesday, September 30, 2009

....الى ليلتي

أعُدُّ اللّيالي ليلةً بعد ليلةٍ
وقد عِشْتُ دهراً لا أَعُدُّ اللّياليا

وأَخرجُ مِن بينِ البُيوتِ لعَلّني
أُحَدِّثُ عنكَ النّفسَ بالليلِ خالِيا

أَراني إذا صَلَّيْتُ يَمَّمْتُ نَحْوها
بِوَجْهي، وإنْ كانَ المُصَلّي وَرَائِيا

وما بِيَ إشراكٌ ولكنّ حُبَّها
وعُظْمَ الجَوى، أَعْيا الطَّبيبَ المُداوِيا

أُحِبُّ من الأسماءِ ما وافَقَ اسْمَها
أو اشْبَهَهُ، أو كانَ مِنهُ مُدانِيا

خَليليَّ (ليلى) أكبَرُالحَاج والمُنى
فَمَنْ لي بليلى، أو فَمَنْ ذا لها بِيا

لعَمْري لقد أَبْكَيْتِني يا حَمامَةَ الـ
ـعَقيقِ وأبكَيْتِ العُيونَ البَوَاكِيا


خَليلَيَّ ما أرجو مِنَ العَيشِ بعدما
أرى حاجَتي تُشْرى ولا تُشْتَرى ليا

خَليلانِ لا نَرْجو اللّقاءَ، ولا نَرى
خَليلَيْنِ إلاّ يَرْجُوانِ التَّلاقيا

وإنّي لأسْتَحْيِيكِ أنْ تَعْرِضَ المُنى
بَوَصْلِكِ أو أنْ تَعْرِضي في المُنى ليا


إذا اكْتَحَلَتْ عيني بِعَيْنِكِ لم تَزَلْ
بِخَيْرٍ، وجَلَّتْ غَمْرَةً عَن فُؤادِيا

فأنتِ التي إنْ شِئْتِ أَشْقَيْتِ عيشَتي
وأنتِ التي إن شِئْتِ أَنْعَمْتِ باليا

وأنتِ التي ما مِنْ صَديقٍ ولا عِداً
يرى نِضْوَ ما أَبْقَيْتِ إلاّ رَثى ليا

أَمَضْروبَةٌ ليلى على أنْ أَزُرَها
ومُتَّخَذٌ ذَنْباً لها أنْ تَرانِيا

إذا سِرْتُ في الأرضِ الفَضاء رَأَيْتُني
أُصانِعُ رَحْلي أنْ يَميلَ حِيالِيا


يَميناً إذا كانتْ يَميناً، وإنْ تَكُنْ
شِمالاً يُنازِعُني الهوى عن شِمالِيا

وإنّي لأسْتَغْشي وما بيَ نَعْسَةٌ
لعَلَّ خَيالاً مِنكِ يَلْقى خَيالِيا

هيَ السِّحرُ إلاّ أنّ للسِّحْرِ رُقْيَةً
وإنّيَ لا أَلْفي لها الدّهرَ راقِيا

إذا نَحْنُ أَدْلَجْنا وأنتِ أمامَنا
كَفى لِمَطايانا بذِكْراكِ هادِيا

ذَكَتْ نارُ شَوْقي في فُؤادي فأَصْبَحَتْ
لها وَهَجٌ مُسْتَضْرَمٌ في فُؤادِيا


وأبْكَيْتُماني وسْطَ صَحْبي، ولم أَكنْ
أُبالي دموعَ العينِ لو كنتُ خالِيا

ويا أيّها القُمْريَّتانِ تَجاوَبا
بِلَحْنَيْكُما ثمّ اسْجَعا عَلِّلانِيا

فإن أنتما اسْتَطْرَبْتُما، أو أَرَدْتما
لَحَاقاً بأطلالِ (الغضى) فاتْبَعانِيا

ألا ليتَ شِعْري ما لِلَيلى وما ليا
وما للصِّبا من بعد شَيْبٍ عَلانِيا

ألا أيها الواشي بليلى، ألا تَرى
إلى مَن تَشيها أو بِمَن جِئْتَ واشِيا

مُعَذِّبَتي، لولاكِ ما كنتُ هائماً
أبيتُ سَخينَ العينِ حَرَّانَ باكِيا

مُعَذّبتي، قد طالَ وَجْدي وَشَفَّني
هواكِ، فيا للنّاسِ قَلَّ عَزائِيا

وقائلَةٍ وارَحْمَتا لِشَبابِهِ
فقلتُ: أَجَلْ وارَحْمَتا لِشَبابِيا

وَدِدْتُ على طيبِ الحياةِ لو انّهُ
يُزادُ لليلى عُمْرُها مِن حَياتِيا


تَمُرُّ الليالي والشّهورُ، ولا أرى
غَرامي لها يَزدادُ إلاّ تَمادِيا


فيا رَبِّ إذ صَيَّرْتَ ليلى هيَ المُنى
فَزِنِّي بِعَيْنَيْها كما زِنْتَها ليا


خَليلَيَّ إنْ ضَنُّوا بليلى، فقَرِّبا
لي النّعْشَ والأكْفانَ، واسْتَغْفِرا ليا

فأشْهَدُ عندَ اللهِ أنّي أُحِبُّها
فهذا لها عِندي، فما عندها ليا...............................

*من شعر قيس بن الملوح ،بتصرف

Monday, August 03, 2009

مفترق الطرق

مفترق الطرق

في نفس المكان وقف ..لطالما كان المكان واحدا ...نفس ملامح الشارع المرهق من اثر ليلة ماجنة تناقلته فيه أيدي شباب طائش ...أو مجموعة من السكارى ...أو حتى رب أسرة يسعى وراء رزقه و رزق عائلته ،نفس المحال ...نفس البضائع ...بل و حتى نفس الوجوه ...وجوه أضنتها الدنيا ..تناقلتها يد الأقدار فمنهم من فتن و اغتوى و منهم من صمد ...أمام ظروف لا ترحم ...زحام خانق...تلوث مقبض...انكسار يتلوه انكسار ...و لكن الصمود اختيار.. كما أن الاغتواء أيضا اختيار .لم يكن يفكر في وجهة معينة يقصدها ....هل ضاقت به الدنيا ؟؟لم يستطع الأجابة عن هذا السؤال ايضا ...لقد حاول كثيرا أن يختار جميع الاختيارات المتاحة في حياته ...رغما عنه ابتسم ...هل من الممكن أن تنجح في اختبار اخترت فيه جميع الاختيارات ؟؟؟...هل رسب ؟؟؟فكر طويلا في هذا السؤال ...لربما كان خوفه من الاعتراف بالفشل هو ما استوقفه ...ذلك الشعور الذي مازال يطارده حتى اصبح لا يبالي به بعد الان ....لقد استنزف حياته سعيا وراء حلم زائف ....ولم يكن حتى على قدر هذه المسئولية أمام نفسه ...لطالما احتقر الكذب ..ظنها الخطيئة التي لن يقترفها مهما كانت الأسباب...و لم يدرك أنها كانت المخدر الذي تعاطاه في كل مرة أن يخون فيها الحلم .اضطربت أفكاره كثيرا ...حاول البحث عن مهرب لنفسه ...من نفسه ....في وجه امرأة جميلة ؟؟ربما ...و لكنه ما لبث أن تذكر كيف كان وجود هذا المخلوق في حياته فشلا ذريعا ...هل كان هو السبب ؟؟؟هل كان الحب ؟؟؟ما هو الحب ؟؟نفس السؤال الذي سأله لنفسه مرارا ....الحب هو مخدر اخترعناه ...نار أزكتها قريحة الشعراء و أصوات المغنين ...و وجوه الصبايا ...لا ..لا أعترف بالحب لفظها هامسا رغما عنه ...انه العقل الذي يختار و يحكم ...و من ثم يكون الوقوع فيما يسمى بالحب اختيارا ...لا انجرافا لا ارادة فيه ..و لكن حتى عقله خذله ...تفكيره المعقد و فلسفته في الحياة ..كل هذا محض هراء ود لو يتخلص منه في اقرب سلة قمامة..نتاج هذه البيئة القذرة ....الميكروباصات العفنة التي تنسحق فيها الكرامة ...الوقوف في طابور طويل من أجل فتات من أشباه الخبز...القذارة ...الفساد .....هذه البيئة لا تنتج سوى الهراء ....يجب أن يسافر و يترك هذه البالوعة تغلي بما فيها من أشباه الحيوانات ....سأسافر ...للنور ...للحضارة سأسافر لكي أكون أنسانا ....هذا هو الحل الوحيد ...سأفعلها ..سأعيش ...سأنجح ..و يوما ما حين تنادينني...لن أتوقف حتى لأنظر اليك ....لسوف كيف أخطأت في حقي ...لسوف تعلمين من أنا.....من أنا ؟؟؟؟ أنا .....لا احد....أنا رقم في بطاقة بلاستيكية كملايين غيري ...ضائع اخر في أسراب الضائعين ...لا أملك الا الحلم !!!...وهل مازلت أملك هذا الحلم ؟؟؟...لا أهتم سأبحث عمن يساعدني ...هي الواسطة ...نعم الواسطة ستحقق كل امالي ...رغما عنه ضحك ...ضحك كثيرا حتى لفت انتباه المارة ....و أين ستبحث عنها و أنت لا تعرف سوى الرعاع و الصعاليك ؟؟تقضي ليلتك على المقهى معهم تتمايلون على أنغام النارجيلة ....لقد مات فيكم كل شعور انساني حتى هانت عليكم أجسادك فأحرقتموها بالدخان ....لقد ماتت أمالكم كلها ..كلها ...فجل ما تتمنوه هو ما يملأ بطونكم فتلقون بأنفسكم كالجيف على سرائركم ..و تموتون حتى الصباح ......و لكن مهلا.....لا ....لا .....لن أكون هذا الانسان المتشاءم ..سأسعى ..و سأحقق حلمي سأترك أثرا في الحياة و لسوف أحاول ..نعم و ليكفيني شرف المحاولة ....سأبحث عن السعادة ...سأحب ...سأغير مستقبل هؤلاء المساكين للأبد ........اضطرمت الخواطر بداخله ....أصر على أن يكون اجابيا ...أن يفعل شيئا ما ....سيبحث عن عمل ...نعم ..أي عمل...و كم من العظماء بدأ حياته ضعيفا مهمشا مثله ....سيفعلها نعم سيفعلها ...كفاه رثاءا لذاته ...أرادته الان ستحركه ...و ستحرك كل من حوله .......سيفعلها .

اقتربت علبة السردين العملاقة المسماة تجاوزا بالميكروباص ...حشر جسده كيفما اتفق مع الركاب ....و تحركت العربة ....."الأجرة جنيه يا حضرات ...." قالها السائق في غلظة ....لم يتمالك نفسه ....كيف تزيد الأجرة ربع جنيه بين ليلة و ضحاها ....لا لن يسكت..انه الان انسان اخر..انسان ايجابي..سوف أفعلها ..سوف أغير مجتمعي للأفضل ....."هيا مش كانت لسه 75 قرش ياسطى امبارح.....يعني ايه تقولنا الأجرة جنيه ؟؟"......"مافيش حاجة بتفضل على حلها يا حضرة..." قالها السائق في برود ....جن جنونه .....حاول عابثا أن يرد بأي كلمات يدافع بها عن موقفه .....أنا أدافع عنكم يا حمقى ساندوني .....اعترضوا ....أهذا كل ما تملكون فعله ؟؟هذه الهمهمات الغاضبة !!!!تهمهمون ؟؟؟؟فقط !!ألا تغضبون أبدأ ؟؟ألهذه الدرجة تبلدت مشاعركم .....رد في عناد ...."لا...أنا مش هادفع غير 75 قرش"...هنا انتفض السائق و صاح في وجهه "الأجرة جنيه و اللي مش عاجبه ينزل".....مال عليه احد الركاب "يا عم ماجتش على ربع جنيه".....لم يصدق ما سمعه !!!أنا أدافع عنكم يا حمقى... عن قوتكم...أحارب الفساد الذي نهش لحمكم ...أنا بطلكم ....أهكذا تعاملون بطلكم ....صاح السائق "هتدفع يا حضرة ولا هتنزل؟؟؟"....لملم بقايا أرادته الوليدة .....و ترك العربة .....و لكن هذه مرة كان يعرف طريقه جيدا ...لم يتعب نفسه بالتفكير .....و عندما وصل ألقى بجسده على السرير...و تاه في نوم أسود عميق ....بلا أحلام .