على الأقل كنت أمتلك الحروف ...شذرات النجوم الغريبة التي رأيتها في عينيك ذات مرة فأضاءت روحي.كنت أحاول أن أفجر من خلال السطور ضوءا فيه نفس هذا الألق.بدأت أحفر على الورق كل دروبي بحثا عنك .كل ضياعي و توهاني .ذهني كان محتشدا بكل الكلمات .كلمات تشبهك و لكنها ليست أنت .كنت أريد كلمات تخصك لا أن تشبهك فقط.كنت أبحث عن ثقب ما في عقلي الخفي .مكمن ذكرياتي .حزن افتقادك .تعثر بحثي .احساسي بلمسة .رؤيتي لمعجزة .ظفري بابتسامة .بعثي بقبلة .كلمات هي أنت ...هي السحب التي تهبط طائعة اليك ،والعصافير التي تقف على كتفك .والقطط التي تنام امنة بين ذراعيك و الشجرة التي حفر عليها اسمك ، أواصل الكتابة و أنا لا أكف عن استحضارك ...استحضرك كما أنت و كما ستكونين حين ألقاك .أنبش عن كلماتك في روحي .فأنزف قليلا و أذكر كثيرا .وأحس أن الكلمات لم تكتسب قدرها الكافي من الحياة ،فأعاود النيش و النزيف فتنهضين أمامي.من لحظات الغياب و من تفاصيل غرفتي التي رأيتها ذات يوم و وضعت زهرة من الورق في ظرف قنبلة الدخان .تنهضين مع برودة الفجر و تدخلين في دمي جوعا و سلاما .فأسمع عصافير لم أسمعها من قبل .وأشم عبير كل الأشجار التي قبلتك تحتها ،و تتشكل الكلمات كما لو أنها ملامحك.وأكتب القصيدة لعلها تحررني قليلا من سطوتك داخلي.
من رواية (انكسار الروح)- محمد المنسي قنديل
1 comments:
شديدة الروعة
وشديدة الألم
على رأي أحد الأصدقاء: "هي مؤذية حقا لمن فقد {فاطمته}".. :(
لكن هذا لا يغطي على روعتها، وجمالها
:)
Post a Comment